كان وجودي خارج الوطن قد حال دون حضوري حفل توقيع كتاب “جوزف رزق الله-سيرة مناضل قومي(1926_1970)إعداد أحمد أصفهاني-ناصيف رزق الله ” … ولكن رفيقي الحبيب طه غدار أمّن لي نسخة تكرّم الرفيق ناصيف رزق الله بتوقيع إهداء لي…
الى ذلك باشرت اليوم قراءة الكتاب ، و كعادتي أنقل إليكم تحت عنوان “مما قرأت اليوم ” في الصفحة 46 ، حيث يقارب الشهيد جوزف رزق الله نشاط الحزب خلال ستينيات القرن الماضي، ما يلي :”… المنهج الثوري ، كما أشترك بفهمه ، مع عدد من الرفقاء المسؤولين هنا، هو نهج الزعيم الذي رفض الأساليب الرجعية و الطبقية و البرجوازية في الإدارة الحزبية. ولا ننسى أن الزعيم، في قسم المسؤولية و في حياته القدوة فيما بعد ، قد شدد على عدم جواز إستعمال الحزب لمنفعة شخصية، و على وجوب إعتماد البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، إن نهج الزعيم الثوري لم يسمح بمحالفة الرجعيين ،كما حصل من بعده، دون أن نلمس أية ضرورة سياسية لذلك …”
لقد أنهيت قراءة هذا الكتاب… إليه أقول، أولا، أنه من المستحيل أن تكون “سيرة “جوزف رزق الله متَضَمّنَة طي دفتي هذا الكتاب، بل إنني، وعلى خلفية ما قرأت، إن ما ورد فيه هو غيض من فيض…
عند إقبالك على قراءة الكتاب تجد نفسك بحضرة قامة مناضلة تستمد حيويتها و عنفوانها، من جهة أولى، من الوجدان الذي تكون لدى جوزف و طبقته الخلفية الواضحة برفضه المرور بين دفتي بدء وعيه و الموت كنقطة بشرية عددية في موجة الجيل ؛ و من جهة ثانية، من الإيمان بصحة العقيدة ، التي إعتنقها بعد تجارب، و بوجوب الصراع الغائي و بالإيمان بالنصر . و من جهة ثالثة بقناعته الراسخة بالنهج المؤسساتي المرتكز فهمه لقدرة المؤسسات السعادية على تحقيق الغاية و ذلك بالإستناد على قاعدتين الأولى هي التمييز بين مهام القيادة المركزية و بين مهام القيادات المحلية في ظل التنسيق و التكامل التام بينهما، و الثانية، وبهدف النجاح في تحقيق الخطط و الأهداف و المهام، إتباع منطق وضع الأهلية المناسبة لكل عمل… وهو، وفي سبيل ذلك، كان يسعى دائما الى تحسين أهليات الرفقاء…
لقد شعرت و أنا اجتاز صفحات الكتاب إنني أواكب إختبارات تستمد روحيتها من إختبارات سعاده العظيم…