بعض الملاحظات عن كتاب “جوزيف رزق الله مناضل قومي”:
لا شك بأنه كان مندفعا ومخلصا ولا ينفك يقارع المفاسد.
الملاحظات التي أذكرها قليلة جداً. رغم أن الكتاب قيم وفيه الكثير من وصف مراحل من تاريخنا الحديث.
اولا ما لفت نظر الرفيقة ماري عن عبارة أن يقوم الرفيق عبد المسيح بمكان الزعيم لفترة معينة لمحاربة الإنحراف. هذا كان طلب ر جوزيف وليس طلب العم. ولعل جوزيف استاء من العم لهذا السبب.
للأسف تأتي الإتهامات عن العم بأنه كان متسلطا. وهذه الواقعة التي يذكرها الكتاب بعفوية، هي دلالة على تمسك العم بالنظام ورفضه التسلط.
كما تذكرني هذه بمسألة سابقة وهي من أهم ما ساهم به العم، إلا وهو جمع تراث الزعيم قبل ولكن خاصة بعد استشهاد سعادة. كان هناك ردات فعل شتى بعد الاستشهاد. هم العم الاول كان جمع وطبع التراث وانتصار النهضة هو أفضل ثأر لاغتيال الزعيم. اما كيف كان جمع التراث؟
رغم مجهوده الأكبر في هذا العمل لم يكن فردياً بل أصر العم على تكليف لجنة وكان لقبها لجنة النشر. وهذا الجمع للتراث ساعد الكثير في فهم النهضة وبدونه كانت النهضة شبه اختفت.
على كل حال هذه الواقعة تدل على حكمة العم وإن لا خليفة للزعيم كما طلب الرفيق جوزيف ما عدا التعاليم والنظام.
هناك حادثة أخرى مذكورة في الكتاب وهي إشاعة خطف عيسى سلامة. وقد أتت في وقت ر جوزيف ينشط في الانتفاضة. وقد تم اتهامه بهذه القصة الملفقة حسب ما كانت ترويه والدتي د نورة. ويكمل الكتاب ليسرد كيف التقى بضباط في منزل الفأر الاسود وكيف هذا الأخير تواسط له لإطلاق سراحه. هذا الأسود الذي يطلق الشائعات والاتهامات ومن ثم “يساعد” على الإفراج. حيلة من التلاعب لاستمالته
وثالثاً أحب أن اعلق على بعض ما ورد من تسجيلات عن زمن الانتفاضة. وبها يذكر اسماء بعض النشطاء. أكثرهم أعضاء مجلس أعلى وحتى رئيس الحزب. ذاك الفأر الاسود. كان موجوداً بالداخل. وهنا استعير لقب الاسود من الرفيق لبيب ناصيف الذي يصفه بالبصمة السوداء في تاريخ الحزب رغم أنه يصر على عدم التشهير بأحد. واذكر راي احد الفرقاء بأنه كان على العم أن يكون قاسياً ويبعد الخونة والمنحرفين غداة الاستشهاد ولكن العم قلبه طيب والمحبة والثقة كبيرتين لديه أكثر من اللزوم.
رابعاً هناك وصف لما آلت إليه الإدارة في حركة الإنحراف.
نسمع كثيراً ادعاء بأن هم “المركز” وكان الانتفاضة هي خروج عن النظام. من هذا الكتاب نرى أن الإدارة انعدمت ونشات إدارات في لبنان والشام والأردن وتنازعت إلى أن اجتمعت مرة أخرى وليس على أساس الدستور.
وهنا ندرك أن الانتفاضة كانت نفض للانحرافات ورفض التبعية للسفارات وهي أقرب شيء للشرعية المستمرة من ايام الزعيم. ولعلنا ندرك أن المؤسسات هي لتنظيم الجهد وشرعيتها هي من خدمتها للنهضة اي نظام الفكر والاخلاق.
هذا بعض ما أحببت أن اسجله